سورية: ليتوقف العنف من أي مصدر كان، ممارسة أو تهديدا!
Source:
SWO في ظل الأحداث التي تشهدها سورية في الأسابيع الأخيرة، بدأ خطر العنف يتجلى في أبشع صوره، سواء الممارس منه عمليا من قبل البعض، أو الذي يجري التهديد به من قبل البعض الآخر. وبعيدا عن الأهداف التي يسعى إليها الأشخاص والأطراف المختلفة، يهم "مرصد نساء سورية"، انسجاما مع شعاره: "من أجل مجتمع خال من العنف والتمييز"، أن يدين العنف الممارس (من قبل بعض أجهزة الدولة وبعض المحتجين)، والمهدد بممارسته (من قبل بعض من ادعى أنه يمثل "قبيلة" ما كما لو أنه يعيش زمن القبائل!) بصفته سلوكا همجيا يتناقض كليا مع منطق المواطنة، ومنطق الدولة الحديثة، ومنطق الحرية والديمقراطية، وأي منطق إنساني آخر. وهو سلوك لا يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والدمار على كافة الصعد. ولن يكون له إلا آثارا مدمرة على الجميع، وخطوة كبيرة إلى الوراء!
ويؤكد أن على الحكومة السورية أن تكون مسؤولة عن أي عنف يصدر عن أي من أجهزتها، ليس برفضه في التصريحات فحسب، بل أيضا بفتح تحقيق حقيقي وشفاف لمعاقبة كل من يمارسه. خاصة فيما يتعلق بالعنف ضد الأطفال. وفي حال الضرورة فيجب أن يتم الاحتجاز في الأماكن المناسبة للأطفال، وتحت إشراف قضائي واختصاصي.
كما يؤكد على أن استخدام بعض المحتجين للعنف، أو التهديد باستخدامه، هو أيضا أمر مرفوض كليا، ويجب أن يفتح تحقيق حقيقي وشفاف لمعاقبة كل من يفعل ذلك. فالغايات لا تبرر الوسائل. والمواطنة الحقة هي هدفنا جميعا. ولكن أي استخدام للعنف أو التفرقة أو التمزيق أو القبلية.. تحت شعارها ينقضها نقضا مباشرا.
ويؤكد المرصد على أن أي تقدم يحصل على صعيد المواطنة، حيث ينتمي مجتمع اللاعنف، وتنتمي قضايا المرأة والطفولة والمعوقين، هو أمر مرحب به بشدة، بغض النظر عن مصدره. وبالتالي فإنه يدعو الحكومة السورية إلى اتخاذ إجراءات جذرية وحقيقية في مجال تحقيق المواطنة السورية بكافة أبعادها.
كما يدين المرصد كل الأشخاص والمجموعات التي أطلقت شعارات، أو تستخدم لغة، طائفية أو فئوية (قبلية أو عشائرية)، ويؤكد أن كل تثبيت لهذه الانتماءات الضيقة المتخلفة، وكل دعوة للالتجاء إليها، مهما كانت الظروف المسببة لذلك، هو أمر يتناقض كليا مع الانتماء للوطن، ومع أي أفق لمواطن/ة سوري/ة يعيش حقه الأساسي بأن يكون مواطنا/ة متساويا/ة مع الآخرين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن العرق والدين والقومية والجنس وأي اعتبار تمييزي آخر
بسام القاضي، افتتاحية مرصد نساء سورية
23/02/2011