أبناء القاصرات السوريات بالأردن يتهدّدهم شبح الـ”بدون”
19 / 01 / 2014
عبّرت إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن عن مخاوفها من الآثار الناتجة عن زواج القاصرات من اللاجئات السوريات، سواء للاجئات المقيمات في مخيم الزعتري (80 كيلومتراً شمال شرق عمّان) أو خارجه.
وفيما يكرر القائمون على شؤون اللاجئين في الاردن أن زواج القاصرات عادة سورية متوارثة، يجدون أنفسهم أمام ضرورة التعامل معه وفقاً للقوانين الأردنية.
مدير إدارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود، كشف عن الإشكاليات التي تواجه الإدارة في التعامل مع زواج القاصرات من اللاجئات السوريات. وبحسبه، فإن حالات زواج القاصرات تحدث بعيداً عن أعين السلطات الأردنية، وغالباً ما تعلم بها السلطات عند مراجعتها لتوثيق الزواج وغالباً بعد حدوث حمل.
التحدي الذي يواجه إدارة شؤون اللاجئين، يكشف الحمود، أنه يتمثل بأن قانون الأحوال المدنية الأردني يمنع زواج القاصرات، وفي حال أقدمت إدارة شؤون اللاجئين على توثيق زواج اللاجئات القاصرات فهي كأنها تصادق على واقعة اغتصاب وتعطي له صفة قانونية، وبالتالي فإن حالات زواج القاصرات من اللاجئات غير موثقة حتى الآن.
غير أن المشكلة تأخذ بعداً أكثر تعقيداً، وفي حال عدم التوثيق يواجه المواليد الناتجون عن الزواج حرمانهم من الوثائق التي تثبت نسبهم، ما يهدد بظهور جيل من البدون، حسب الحمود، وهو أمر سيدفع السلطات السورية الى عدم الاعتراف بهم كسوريين في حال قررت عائلاتهم العودة، كما أن الاردن لن تعترف فيهم كأردنيين.
المستشارة الاعلامية في منظمة اليونيسيف فاطمة العزة أكدت عدم وجود إحصائيات رسمية بأعداد القاصرات المتزوجات من اللاجئات السوريات، وبالتالي فلا إحصائيات لعدد المواليد الناتجين عن زواج القاصرات.
وقالت العزة إن اليونيسيف تعمل على حماية اللاجئات القاصرات من خلال برنامج حماية الطفل الذي تنقذه المنظمة.
وتواجه اليونيسيف مشكلة في إثبات حالات الزواج للاجئات القاصرات كونها تتم غالباً بالخفاء، وبحسب العزة فإن حالات زواج للاجئات قاصرت وجدت طريقها الى التسجيل من خلال التلاعب بعمر الفتاة القاصر، بذريعة فقدان الأوراق الثبوتية أثناء اللجوء.
وتكشف إحصائيات حول الزواج المبكر بين السوريين صدرت في الربع الأخير من العام 2013 ، أن نسبة الزواج المبكر بين الفتيات السوريات تبلغ 51 بالمئة وقعت غالبيتها في سوريا، فيما تبلغ نسبة الزواج المبكر بين الرجال السوريين نحو 13 بالمئة وقعت غالبيتها في سوريا.
فيما تكشف الاحصائية ذاتها أن نسبة الزواج المبكر عام 2012 بين اللاجئين السوريين في الأردن بلغت 18 بالمئة.