المرأة السورية بين مطرقة النظام وسندان المتشددين

المصدر: 
http://wonews.net/ar/index.php?act=post&id=8125

المرأة السورية بين مطرقة النظام وسندان المتشددين بيروت - أوليفر هولمز (رويترز) - وكالة أخبار المرأة

" تقول جماعات حقوقية إن قوات الأمن السورية استهدفت النساء خلال الثورة والحرب الأهلية. وتعرضت آلاف منهن للتعذيب والاغتصاب، وتمتلئ السجون السورية بالسيدات والفتيات. لكن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ليست عدو المرأة الوحيد في سوريا.. فالإسلاميون المتشددون أيضا يحرمونها من حقوقها. ويقول لاجئون خارج سوريا إن اليأس يدفع البعض إلى تزويج بناتهم القاصرات. وأبلغ موظفو إغاثة عن ظهور الدعارة في المخيمات.

File 2082جاءت سوريا في المركز التاسع عشر من بين 22 دولة عربية في استطلاع أجرته مؤسسة «طومسون- رويترز» حول حقوق المرأة. ويستند الاستطلاع، الذي شارك فيه خبراء متخصصون في مجال حقوق المرأة

وأجري في أغسطس وسبتمبر الماضيين، إلى بنود رئيسية في اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وقعتها كل الدول العربية تقريبا ومن بينها سوريا.ويقول الخبراء إن الحرب كان لها تأثير مدمر على حقوق السوريات وعرضت الملايين منهن لخطر الاتجار بهن أو الزواج القسري أو تزويج القاصرات أو العنف الجنسي.

انتهاكات في السجون

وذكرت محامية سورية من دمشق أن بعض المحتجزات اللاتي تزورهن في السجون يعانين كدمات وقرحا مفتوحة في أقدامهن وجلدهن وعدوى في العين، وتحمل أجسادهن بقعا من الدماء المتخثرة.

وقال أنور البني، المحامي الحقوقي الذي يقيم في دمشق أيضا، إن احتجاز النساء يتم عادة من دون اتهامات. ويحتجز بعضهن لقيامهن بتهريب الغذاء عبر نقاط التفتيش التابعة للجيش، أو لأنهن يحتفظن بصور مسيرات مناهضة للأسد على هواتفهن المحمولة. وأضاف «لم تحمل أي منهن السلاح أو تقاتل القوات الحكومية». وقدر عدد السجينات اللاتي مازلن على قيد الحياة في مراكز الاحتجاز في سوريا بين 3000 و4000 سجينة. وقال إن كثيرات لقين حتفهن تحت وطأة التعذيب أو بسبب نقص الرعاية الصحية أو اختناقا، وأنهن يحتجزن عادة في أقبية تحت الأرض لا يدخلها ضوء الشمس وأحيانا يكون بصحبتهن أطفال صغار.

وقال إنه في إحدى القضايا التي يتابعها احتجزت أسرة كاملة تضم ستة أطفال. وأضاف أنه يجري احتجاز بعض النساء كرهائن لمبادلتهن برجال مطلوب القبض عليهم. واستطرد «وإمعانا في الذل يعذبن على أيدي رجال ويجبرن أحيانا على التعري... هناك حالات اغتصاب خلال الاحتجاز وإذا لم تغتصب يرجح تهديدها بالاغتصاب». وللبني موكلة حامل تقول إنها اغتصبت في السجن.

رسالة للمجتمع

ووثقت منظمة هيومن رايتس ووتش روايات عن اعتداءات جنسية في السجون وخلال مداهمات الجيش -إحداها لفتاة في الثانية عشرة من عمرها- فيما وصفته المنظمة بأنه أسلوب ممنهج «للامتهان والإذلال».

وتقول سيما نصار - وهي ناشطة مقيمة في اللاذقية وتوثق انتهاكات حقوق المرأة- إنها تواجه صعوبة في التواصل بشكل علني مع الضحايا لأن الحكومة لا تقر بوقوع مثل هذه الانتهاكات. قواعد المقاتلين الإسلاميين

والمرأة السورية جزء لا يتجزأ من الانتفاضة التي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية. وهي تلعب أدوارا متعددة منها مساندة المقاتلين وتهريب السلع وإدارة شبكات سرية لتوصيل مواد الإغاثة إلى المناطق المحاصرة.

ومع ذلك، تقول سوريات إن ما تواجهه المرأة الآن من كراهية وقمع على أيدي الاسلاميين بمنزلة انتكاسة.

وأكدت إحداهن أنها تفضل البقاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة لأنها، رغم المخاطر التي تواجهها، لا تتعرض لمضايقات لمجرد أنها امرأة. وأضافت «لا أثق بالمعارضة.. لا أعتقد أن حياتنا ستكون أفضل، خاصة النساء»، مشيرة إلى ما يتحدث عنه بعض المقاتلين من أنه يجب أن يقتصر دور المرأة على المهام المنزلية وشراء الطعام من الأسواق.

وفي بعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أقيمت محاكم تديرها فصائل مقاتلة تقول إنها تطبق الشريعة الإسلامية. وأصدر اسلاميون أوامر تحظر على النساء ارتداء الملابس التي تعتبر مثيرة، وتجبرهن على ارتداء الحجاب!.

وقال أحد هؤلاء «إن المرأة في سوريا التي يتصورها في المستقبل لن تعمل إلا في أماكن يقتصر الوجود فيها على النساء مثل المدارس والمستشفيات غير المختلطة».

اليأس يلاحقهن

وفر أكثر من مليوني سوري إلى دول الجوار.. لكن النساء يواجهن في الخارج المزيد من التحديات.

ويقول موظفو إغاثة إن هناك تقارير عن رجال من دول عدة يستغلون يأس العائلات السورية في مخيمات اللاجئين للزواج من فتيات صغيرات.

كما أبلغ لاجئون وموظفو إغاثة في لبنان والأردن عن تنامي ظاهرة الدعارة داخل المخيمات.